[size=24]رابعا: الخاتمة بالعمل الصالح:
فمن أراد الله به خيرا ألهمه التوبة ولزوم الطاعات والإقبال عليه سبحانه وتعالى
حتى تقبض روحه وهو على تلك الحال من الإقبال والمسارعة في الخيرات،
وهو الأمر الذي جاء وصفه في السنة بأنه "استعمال للعبد في الخير"
وجاء توضيحه في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله)، قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الترمذي،
وشبيه به قوله عليه الصلاة والسلام:
(إذا أراد الله بعبد خيرا، عسله)، قيل: وما عسله؟ فقال:(يفتح الله له عملا صالحا قبل موته، ثم يقبضه عليه) رواه أحمد،
وفي رواية ابن أبي شيبة: (يفتح به عمل صالح بين يدي موته؛ حتى يرضى من حوله)،
والمعنى كما يذكر العلماء أن النبي عليه الصلاة والسلام شبه توفيق الله تعالى عبده للعمل الصالح قبل الموت
بالعسل الذي يحلو به كل شيء ويصلح كل ما خالطه.
وأبرز الأعمال الصالحة وأشهرها أن يوفق العبد بنطق الشهادة قبل موته:
فقد قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح:(من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه أبو داود.
ومنها كذلك: أن يقتل دون دينه أو أهله أو ماله، أو لأجل كلمة حق عند سلطان جائر، وفيه حديث:
(من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد) رواه أبو داود،
وقوله عليه الصلاة والسلام:
(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله) أخرجه الحاكم وحسنه الألباني
ومثله الموت حال الرباط في سبيل الله دليل حسن الخاتمة، قال - صلى الله عليه وسلم -
(رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمن الفتان) رواه مسلم
الصائم وموت، المتصدق من حسن خاتمة ففي الحديث الصحيح
(من صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة) رواه أحمد.
خامسا: علامات بعد الموت:
وهي الأمارات التي يستدل بها على حسن عاقبة المرء وتظهر بعد موته، ويأتي في مقدمها حسن ثناء الناس على الميت،
وقد دعا إبراهيم عليه السلام ربه فقال: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} (الشعراء: 84)،
وهو الذكر الجميل والثناء الحسن الباقي من بعده،
وأيضا ثناء الناس بالخير على الميت من جمع من المسلمين الصادقين
أقلهم اثنان من جيرانه العارفين به من ذوي الصلاح والعلم من علامات حسن الخاتمة،
دليله حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر بجنازة فأثني عليها خيرا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
(وجبت، وجبت، وجبت)، ومر بجنازة فأثني عليها شرا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
(وجبت، وجبت، وجبت)، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فدى لك أبي وأمي، مر بجنازة، فأثني عليها خير،
فقلت: وجبت، وجبت، وجبت، ومر بجنازة، فأثني عليها شر، فقلت: وجبت، وجبت، وجبت؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض،
أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض) رواه مسلم
ومما يجدر ذكره هنا الكلام عن علامات حسنة تظهر بعد الموت قد لا تكون النصوص قد دلت عليها صراحة،
لكن الواقع يشير إلى كونها كرامات من عند الله تبشر بحسن الخاتمة وتدل عليها،
منها التبسم بعد الموت أو وضاءة الوجه، فالأحاديث لا تنص عليها كعلامات
وإن كانت تفهم من قوله - صلى الله عليه وسلم -:
(إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ونفس الله عنه كربته) رواه أحمد،
والكلمة هي شهادة التوحيد، فإشراق اللون قد يفهم منة العلامتين السابقتين
ومن الكرامات التي قد تظهر علي بعض العباد أن يموت وأصبعه يشير بالشهادة،
ومنهم من يظل جرحه ينزف بعد موته بعدة أيام، ومنهم من تخرج من أكفانه الرائحة الزكية العطرة،
ومنهم من يظل جسمه طريا كحاله يوم وفاته رغم تقادم موته،
ومنهم من يخرج النور من قبره ومنهم من ترى له الرؤيا الصالحة،
والواقع يشهد بكثير من هذه العلامات.
ونختم القول بأن إدراك تلك العلامات الدالة على حسن الخاتمة ورجاء الخير لصاحبها شيء،
والجزم بأنه من أهل الجنة شيء آخر، فإننا لا نشهد لأحد بجنة ولا نار إلا من أخبر عنهم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالنص،
إذ لا سبيل إلى معرفة ذلك على وجه الجزم إلا بالوحي،
ولكنها مبشرات ودلالات يستأنس بها ويستبشر بوجودها.
يارب ماء الجنہ و برد الجنه و حب الجنه*و بقاء الجنه
يارب رضاك والجنه لي و لوالدي ووالديهم وكل من قال آمييييين[/size]